الخلاصة:
ادى التواجد الإسلامي في أوروبا بكل من صقلية والأندلس إلى أن أصبحت كل منهما مركزا حضاريا هاما له إشعاعاته وتأثيراته في مجالات عدة منها العمارة والفنون .فظهرت تلك المؤثرات في صور مختلفة من استخدام لعناصر معمارية وزخرفية أو إعادة توظيف منشآت معمارية إسلامية بما يتناسب مع طبيعة البناء والنظام السياسي الجديد والمعتقد الديني بعد سقوط كل من صقلية والأندلس ولم يكن التواجد الإسلامي بأوروبا هو المنفذ الوحيد لتلك المؤثرات الحضارية وإنما كان هناك الاحتكاك الحضاري الناتج عن العلاقات التجارية ما بين العالم الإسلامي والغرب الأوروبي وما نتج عنه من تواصل سواء في صور توافق مجتمعي ومعاهدات تجارية أو منازعات تتطلب تحكيم قوي ورموز سياسية من الطرفين على وجه السواء , كذلك فإن الارتحال عبر الأراضي الإسلامية فتح المجال للأوروبيين لاستكشاف الموارد الثقافية والمادية البلاد الإسلام وهو المكون الرئيسي للحضارة الإسلامية مما كان له عظيم الأثر في التأثير على . فنهم وعمارتهم وتلك العلاقات التجارية كان لها دور في الحملات الصليبية التي شنتها بعض الممالك الأوروبية على بلاد الشام ومصر ولأهداف ظاهرها ديني وباطنها اقتصادي وسياسي ,والتي كانت بدورها تشكل مؤثرا هاما للحضارة الإسلامية في الفنون والعمارة الأوربية لما تميزت به تلك الحملات من عنصر الاستقرار بإقامة ممالك صليبية على الساحل الشامي وما توافر معه .التعايش والاحتكاك ما بين الوافدين من الصليبيين والمسلمين