التلاقي الفكري والفلسفي بين الفنون الإسلامية والاتجاهات الفنية ما بعد الحديثة

Abstract

تميز الفن الإسلامي بأنه فن عالمی کونه متجدد وصالح لكل مكان وزمان . ويقوم بدور الوصل بين الحضارات الغابرة والحاضرة. ازدهر مع نمو الحضارة الاسلامية وأكسبها طابعها المميز. وقام الفن الإسلامي على فكرة ترجمة العقيدة الإسلامية إلى عناصر التشكيلية قوامها الخط والمساحة و اللون لإخراج المنتج وفقا لقاعدة إيمانية راسخة وهي أن الفن لخدمة الحياة. بعد توالي تحرر الفن في أوروبا وكان التشبه بأساليب الفنون الاسلامية من آثار تلك التحول ، وظهر التغيير واضحا بعد ظهور المدارس الحديثة يفكر فندي جديد يبتعد عن النقل والاتجاه إلى العمل والتي كانت وثيقة الصلة بالفنون الإسلامية ولكن بمظهر أوروبي كالمدارس التكعيبية والوحشية و التجريدية ، يليها فنون ما بعد الحداثة في أواخر الستينيات من القرن العشرين والتي هي في مجملها فقون قائمة على التطور التكنولوجي و الربط بين الفن والعلم بأساليب فنية مغايرة لفنون الحداثة. يحتوي الفن الإسلامي على العديد من نقاط التلاقي بين فكر الفن الإسلامي وفكر الاتجاهات الفنية ما بعد الحديثة ترتبط تلك النقاط جوهريا بمعنى الفن و غايته مع تنوع وسائل التعبير. يظهر ذلك التوافق في فكر الفن الإسلام وفنون ما بعد الحداثة بقدرة العقل على رؤية باطن الأشياء ولكن بفلسفة مختلفة ، فيظهر مفهوم التجريد في كليهما. ولكن فن التجريد( Abstract Art ) في الفن الإسلامي بني على أساس التوحيد أما التجريد في فن ما بعد الحداثة هو تجريد للواقع المرئي والمجسد. يحمل الفن الإسلامي فكرة مفاهيميا غايته إعلاء ذلك الدين الإسلامي الحنيف. كذلك في الفنون ما بعد الحديثة حيث لم يعد الفنان يهتم بالموضوع بل يعبر عن معنى العمل الفني من خلال (الفكرة) و هو إتجاه الفن المفهومي (Conceptual Art) ، هذا ويعد الفن المفهومي من أهم مبادئ و أفكار ما بعد الحداثة اعتمدت الفنون الإسلامية على استخدام التقنيات والعلوم الحديثة وخاصة الرياضية عندما أنتج لنا هندسية خالصا يخضع لعمليات حسابية وهندسية وتركيبات جزئية ، ومن نفس المنطلق نرى أن الاتجاهات الفنية ما بعد الحديثة تعتمد على التطورات التكنولوجية لإنتاج الفن كما في فن الفراكتل ( Fractal Art ) والذي ينتج من خلال برنامج هندسي حاسوبي يعمل وفق معالجات رياضية ذات نمط هندسي متكرر . إن الفنون الإسلامية هي فنون الحياة قد عمد الفنان المسلم على تجميل المنتج بكافة أشكال التعبير علاوة على تحقيق الجانب الوظيفي ، والتي تمثل نوع من الفنون التطبيقية التفاعلية الإسلامية . كما أن فنون ما بعد الحداثة حاولت تقديم فنونها بأسلوب إنساني ومفهوم واضح و مرتبط مع البيئة والمجتمع لإيجاد صيغة للفهم المتبادل بين الفنان والمشاهد وبالتالي ظهور اتجاه الفن التفاعلي (interactive Art ) والذي يعتمد على مشاركة كل من العمل و الفنان والمشاهد. وبالرغم من اختلاف المصادر والرؤية التحيزية في كل من الفنون الإسلامية وفنون ما بعد الحداثة إلا أن هناك العديد من نقاط الالتقاء الفكري والفلسفي جمعت بينهما. أساسها قائم على الإبداع الفني والإحساس الجمالي والنفعي برؤية العصر ومعطياته ومستحدثاته.