التخطيط العمراني بين الحاضر والفقه الإسلامي

Abstract

لقد خلق الله تعالى الإنسان لاعمار الأرض وإصلاحها وتنميتها، بالإعداد الجديد والتخطيط السليم، ومما لا شك فيه ولا ريب أن التخطيط العمراني هو مصلحة يعود بالنفع على المجتمع بأسره في كافة القطاعات والخدمات، مثل قطاع الزراعة والصناعة والبيئي، من خلال التجدپا والتطوير والتخصيص في مكان ما من الأرض. وقد حثنا الفقه الإسلامي على تحقيق التنمية العمرانية وإقامة المشروعات النافعة لخدمة البشرية في إطار ما يسمح به القانون واللوائح التشريعية التي تقدير الأمور بمقدار وما تراه مناسبة، وما يسمح به من تلك المشروعات، انطلاقا من تكليف الله تعالى لنا بإعمار الأرض وإصلاحها وتنظيمها تنظيم جديد، وتحميلها بصورة حضارية، وخير مثل التخطيط العمراني الإسلامي في البنايات والمساجد، فنجد التخطيط والتنظيم والفن الجمالي والذي يبرز مدى اهتمام الفنان المسلم بالفنون والعمارة الإسلامية المبنية على أسس علمية مخططة وممنهجة. هذا ولابد أن يكون التخطيط العمراني مبنية على أسس علمية محكمة ومدروسة تحت أنماط وأبعاد بحيث يواجه المستقبل وتحدياته، عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار)، وإنما يكون ذلك التخطيط من قبيل النفع العام للإنسان في الحاضر والمستقبل. ومن هنا تأتي أهمية هذا البحث الذي سوف أركز فيه على مفهوم التخطيط العمراني وأهميته ، ومجالاته، وأهدافه المرجوة منه، كما أقوم بتوضيح التخطيط العمراني العمراني في الفقه الإسلامي من خلال خصائصه، ومراعاة حقوق الله تعالى وحقوق العباد، ثم أتعرض إلي الجوانب التطبيقية للتخطيط العمراني في الفقه الإسلامي، فأتناول عمارة المساكن في الفقه الإسلامي وحكم بناء المساكن والضوابط التي تحكم ذلك البناء من منع الضرر عن العامة والخاصة، وأيضا عدم الإسراف في البنيان والنهي عن التشبه بالمجتمعات البعيدة كل البعد في سماتها عن سمات الإسلام وأوامره.