الخلاصة:
يناقش هذا البحث نظرية المنفعة العامة من وجهة النظر الإسلامية كقيمة حضارية ذات أبعاد اجتماعية ودينية وفنية فلقد حض الدين الإسلامي من خلال القرآن والسنة النبوية المطهرة على تلك القيمة بما يتناسب مع حاجات الناس ومتطلباتهم وذلك لتحقيق أكبر قدر من الرفاهية والراحة لمختلف طوائف الجنس البشري بقطع النظر عن جنسيات أو ديانات أو فوارق اجتماعية أو طبقية ورغم عدم اختلاف مفهوم المنفعة العامة أو حتى طبيعة الخدمات المترتبة على ترسيخ مفهومها منذ العصور الوسطى وحتى العصر الحديث إلا أن لكل عصر دولة ورجال وماكان يناسب الناس في العصور القديمة أو الوسطى أصبح لايتناسب مع طبيعة احتياجاتهم ومتطلباتهم في العصر الحديث ومن الطبيعي أن تتأثر هذه الخدمات بالعديد من المؤثرات المباشرة والغير مباشرة والتي تؤدي بالتالي إلي تغير واضح ليس في مفهوم المنفعة بقدر ما يكون و شكلها وطبيعتها ومدى جودتها والغايات والأهداف التي تطمح الحكومات لتحقيقها من وراء تلك المنافع سواء على المدى القريب أو البعيد ولاشك أن مختلف أوجه المتغيرات الدينية والسياسية والاقتصادية والثقافية والفنية من أكثر ما يلعب دورا حيويا وفاعلا في شكل المنفعة العامة ومضمونها الحضاري سواء كانت هذه المنفعة محسوسة في شكل قوانين أو دساتير ولوائح و أعراف أو في شكل مادي ملموس كمباني معمارية متنوعة شيدت لأداء خدمات معينة وهذا هو ما سوف نتناوله هذا البحث بالتفصيل لبيان أشكال ومضامين المنافع العامة في فترة القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين.
