الخلاصة:
لم يكن الدين الإسلامي دينا يلبي حاجات الإنسان الروحية فحسب وإنما جاء بناء كلية متماسكا و نظاما معرفيا متوازناً ومتكاملاً يلبي حاجات الأفراد والمجتمعات الدينية ، الفكرية ، الاجتماعية، والفنية، والاقتصادية وذلك مصداقا لقوله تعالى "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" صدق الله العظيم ولابد لكمالة أن تكون له منطلقاته وقواعدة في الجمال و القبح لتهيئة حياة الإنسان بالصورة المثلى وهي تنطلق في العمارة الأسلامية من ثلاث منطلقات رئيسية ، التوحيد : وهو غاية الفكر الإسلامي ومركز انطلاقاته الإبداعية حيث الوصول من الجمال المحسوس الجزئي إلى الكلي المجرد في تشكيل العناصر حيث تعبر عن توق الإنسان إلى الله والبحث عنة عبر دوائر مركزها جميعا في الأعلى إلى السماء.، الوحدة : وهي قائمة على التوازن والتجاذب بين عناصر هندسة تكوين الشكل كما هي الوحدة في نظام العالم الذري و الإجتماعي و الكوني .، الحركة : وهي تمثل جماليات تصميم الفراغ كما هي جزء من جماليات الكون و سريانة و هو ما أدركه المعماري المسلم في تشكيلاته حيث أضفى عليها حركة انتقائية توحي بالحياة كما ظهرت في الرؤية الفنية الإسلامية في تحقيق التوازن والتناسق والانسجام حيث أن الفراغ المعادل للعدم ليس له وجود. ولما كان المسكن بالنسبة للإنسان هو الملاذ، المأوى والإستقرار لهذا سعت العمارة الإسلامية دوما نحو تحقيق الراحة الروحية والمادية .، وهو يتحول اليوم من مكان للسكن إلي حيز للتأمل و توريث الثقافات و إشباع الرغبات الفنية لدى قاطنية و مرتادية على عكس ما يقوله الفيلسوف بیکون آن المسكن يبني لكي يعيش فيه الناس لا ليتأملوه .
لذلك تكمن اهمية البحث في كونة يبحث في مشكلة معاصرة يعاني منها الكثير وهي إيجاد حلول تصميمية لمسكن يعبر عن طبيعة وثقافة وعقيدة قاطنية و يتسم بالمرونة التشكيلية و تحديات العصر ، وإبراز مدى أصالة الفن الإسلامي وصلاحيتة لكل العصور . وذلك إنطلاقا من مجموعة من الفروض وهي : وجود علاقة وثيقة بين فنون ومفردات العمارة الإسلامية وفطرة الإنسان ومدى راحته داخل الفراغ ، كما تقدم العمارة الأسلامية طبيعة متغيرة لشكل الفراغات الداخلية تخرج من إطار النموذج الموحد للتصميم ولا تصطدم بالتطلعات الفردية لقاطنية .