الخلاصة:
المتأمّل في حقيقة الخلق، وما أوجده الله في هذا الكون، يجده في حالة من الانسجام والتكامل في ما بينه ،قال الله تعالى : ﴿وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً﴾ صدق الله العظيم.
هذه الحقيقة البديهية تكشف عن ضرورة وجود محور يمثل غاية لهذا الانسجام والتكامل الكوني، وما يصطلح عليه القرآن من تسخير الكون للإنسان، هو تعبير دقيق عن محورية الإنسان لهذا الكون، وأن أساس العلاقة بين الإنسان والكون هي التفاعل والتكامل.
إذا ما تأملنا خلق الله للإنسان - محور هذا الكون - لوجدنا أن جميع أجهزة جسمه تعمل كوحدة متكاملة، لتحقيق الأداء الوظيفي الأمثل . لذا فقد قام الإنسان بدوره على مر العصور بعمليات التكوين والابتكار وجمع عناصر من البيئة ووضعها في تكوين معين لإعطاء شئ له وظيفة أو مدلول وهو ما يعرف بعملية التصميم متمثلة في محاولاته المستمرة لتكوين لغة مفهومة بينه وبين المحيط أو الحيز الذي يعيش فيه ، حيث يعد الفراغ الداخلي بتكوينه الفيزيائي وشكله الوظيفي ومظهرة الجمالي هو الوعاء الذي تتفاعل فيه البشرية لتكوين الحضارة التي تعتبر أسمى وأرقى ما أبدعته الإنسانية.
وجد الإنسان خلال تجاربه التصميمية للفراغات الداخلية المختلفة أن تكامل عناصر التصميم الداخلي يؤدي للتوصل إلى تصميم أفضل وأكثر راحة للشاغلين حيث تشترك مجموعة العناصر المكونة للعملية التصميمية لتتكامل مع بعضها البعض بما يحقق التوازن، وإذا ما فشلت العناصر في تحقيق التكامل مع بعضها فإن التضارب والفوضى واللا تماسك والإضطراب سيسود المكان.