الخلاصة:
تعد العمارة المملوكية حلقة هامة في سلسلة تطور وازدهار العمارة الإسلامية في مدينة دمشق، وقد شهدت تنوعا في طرز تخطيط العمائر الدينية ومنها التخطيط الإيراني الذي اتخذ عدة أنماط، ويعني هذا البحث بدراسة اثنتان من العمائر الدينية المشيدة خلال النصف الثاني من ق 9هـ/ 15م وفق نمطين من أنماط هذا الطراز وهما نمط الإيوانين المتقابلين متمثلا في المدرسة الشاذبكية 857هـ/1453م ونمط الإيوانين الواقعين بضلعين متجاورين ونراه في دار القرآن الصابونية 863-868هـ/1459-1464م.
تتناول الدراسة كل أثر منهما من حيث الموقع والتعريف بالمنشئ وتحديد تاريخ الإنشاء ووظيفة الأثر ووصفه المعماري مع مقارنته من حيث التخطيط والوحدات والعناصر المعمارية مع غيره من العمائر الأخرى ولاسيما في مدينتي دمشق والقاهرة وكذلك العناصر الزخرفية، وزودت الدراسة بالاشكال التوضيحية من مساقط افقية وقطاعات راسية ورسوم للواجهات وتفريغ للنصوص الكتابية ورسم العناصر الزخرفية، هذا فضلا عن اللوحات التي توضح الأجزاء المختلفة المكونة لكل أثر.
وأبرزت الدراسة عدة نتائج منها أن إنشاء المدرسة الشاذبكية جاء قبل وفاة منشئها الأمير شاذيك بثلاثين عام حيث شيدت عام 857هـ/1453م في حين توفي هو في 887هـ/1482م، كما أن تربتها المجاورة لإيوان القبلة دفن بها ثلاثة هم الأمير جلبان نائب دمشق ودواداره شاذبك صاحب المدرسة والأمير يوسف بن شاذبك.