الخلاصة:
الفن من منطلق إسلامي، موضوع لم يكن مطروحا من قبل، بل كان الحديث يتناول كل قسم من أقسامه على حدة، وقد قال مفكرون إن الفن الإسلامي ليس هو حقائق العقيدة المجردة، إنما هو الفن الذي يرسم صورة الوجود من زاوية التصور الإسلامي لهذا الوجود . هو التعبير عن الكون والحياة والإنسان، من خلال تصور الإسلام للكون والحياة والإنسان. والحقيقة أنه ليس من السهل إيجاد تعريف للفن الإسلامي، ولعل السبب في ذلك يرجع إلى كثرة العناصر التي ينبغي مراعاتها عند تلك الصياغة، ومن هذا المنطلق نجد أن الإسلام أعطى للفن مفهوم خاصة عن بقية المفاهيم الغربية الأخرى التي تنظر إليه كوسيلة لإشعال الغرائز الجنسية الغائرة، واختراع الألحان المثيرة، فكان الفن في الإسلام ذا رسالة ، غير منفصلة عن أهداف الإسلام الكلية ولا عن رسالة الإنسان في الأرض، ومثل الفن كغيره من مجالات الحياة التي لها رسالتها. فإذا نظرنا مؤخرة إلى العصور الإسلامية المتتالية، التي نحاول من خلال هذه السطور إلقاء الضوء عليها، نجدها غنية بكثير من القيم السامية المتجسدة في عناصر مادية معمارية تتلاءم في تشكيلها مع جوهر ومضمون الدين الإسلامي، وتعكس روح التكافل الاجتماعي ونكران الذات والكرم وحب الخير. والسطور التالية هي محاولة لإبراز القيم السامية التي اختصت بها العناصر المعمارية في المجتمع الإسلامي القديم الشاهدة على أن للعمارة دائمة دورا مهما في ترسيخ القيم الدينية والاجتماعية والثقافية داخل المجتمع، وكما أنها وسيلة فهي أيضا انعکاس وتعبير مباشر عن خصائص وسمات وقيم المجتمع.