الخلاصة:
منذ هجرة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وانتشار الإسلام، قامت حضارة من أعظم حضارات العالم، هي الحضارة الإسلامية، وصفها جوستاف لوبون قائلا : "عندما ندرس أعمال العرب واكتشافاتهم، فأننا نرى أنه ليس من شعب استطاع مجاراتهم بنفس الوقت القصير وبنفس الوفرة الهائلة وعندما نمتحن فنهم فأننا ندرك أنه يملك أصالة لا سابق لها" (16- المقدمة).
ومع انتشار الإسلام، انتشر الفن الإسلامي، وعلى الرغم أنه أقتبس بعض عناصره من الفنون السابقة عليه، إلا أنه أصبح فناً قائماً بذاته، عبر حدودا جغرافية وأيدلوجية، وتخطى حدود الزمان والمكان وأثر في فنون الشرق والغرب وتميز بالوحدة التي اتسمت بالسمو والتفوق بشكل يفوق العادة" (3- 23).
والإسلام كدين حضاري أكد على أهمية الجمال في الحياة من خلال آيات عديدة في القرآن الكريم، غير أن فكرة الجمال لدى الفنانين المسلمين ارتبطت بالفكر الفلسفي للدين الإسلامي التي تمحورت حول وحدانية الله الواحد الأحد ليس له شبيه أو مثيل.
وأنعكست هذه الفلسفة الدينية على الفن الإسلامي وشكلت رؤية خاصة في التصوير وغير التصوير، وابتكر الفنانون المسلمون "أساليب وصور مستحدثة" (7- 259) أساسها هندسة الشكل، حددت أهم خصائص التصوير الإسلامي في إبداع رؤية جمالية جديدة في أسس التكوين وتنظيم وتشكيل عناصر الصورة في التصوير الإسلامي.
هذه الرؤية الجمالية الجديدة، جديرة بالبحث والدراسة لما كان لها من أثر كبير في تغيير وخلق رؤية فنية مبتكرة في التصوير الإسلامي، كما لها من أهمية في أعمال الفنانين المعاصرين.