الخلاصة:
يعد التراث مرآة لثقافة المجتمع والمعبر عن جذوره الحضارية وهويته الثقافية ، ولذا فان اعادة احياء هذا التراث فكريا وموضوعيا من خلال الفنون المختلفة - في ظل معطيات ما بعد الحداثة - تعد هدفا ذا أبعاد مستقبلية ، ويحاول البحث التعرف على القيم والمعاني المختلفة التي تجسدت في العمارة الإسلامية وأبعادها الثقافية والاجتماعية والبيئية ، ودراسة أسس إحياء الأفكار والمضامين القادرة على الاستمرار عبر الزمن في ظل الوعي بآليات العصر وأساليب الإنشاء فائقة التقنية ، انطلاقا من مفهوم ارتباط التراث بالفكر وليس بالزمن ، من خلال قراءات معاصرة التراث العمارة الإسلامية والوصول الى استدلالات تصميمية تحترم المضمون الذي ينبع منه الشكل ، وذلك في إطار منهج تصميمي لا يرسم صورة محدده مسبقا وإنما يحلل ويستخلص النتائج للوصول إلى حلول إبداعية معاصرة نابعة من القيم التراثية ، ويهدف البحث الى استثمار بعض الرؤى غير التقليدية في تراث العمارة الإسلامية من خلال تحليل أساليب البناء البسيط وأنماط الإنشاء الخفيف التي يمكن من خلالها الوصول إلى استدلالات تصميمية، والاستفادة بها في ابتكار حلول إنشائية وفراغية معاصرة، انطلاقا من مقدمات فرضية تنبع من تحليل المواقف التصميمية والظرف البيئي والإطار القصدي وبعدها التطوري.
