الخلاصة:
يثور جدل موسع بين الأوساط العلمية وغيرها حول قضية الحجاب في البلدان العربية والإسلامية، وفى الدول الغربية كذلك، ومن ثم يطرح نفسه هذا الموضوع كقضية جدلية من وقت لآخر باختلاف العصور والأزمنة، ومن ثم يكتسب أهمية قصوى على صعيد الدراسة والبحث العلمى والأكاديمى، ويعد هذا الكتاب في طبعته الثانية المزيدة والمنقحة إسهاماً علمياً في محاولة جادة لسد الفراغ في المكتبة العربية والإسلامية حول هذا الموضوع .
وعند صدور الطبعة الأولى من هذا الكتاب تلقيت من أساتذة متخصصين في الفكر الإنساني وعلماء دين ترحيباً وتشجيعاً على تطوير هذه الدراسة بوصفها غير مسبوقة، فقمت باستحداث بعض المحاور الهامة والجديدة، لا سيما ما حدث في أعقاب حالة الفوضى الدينية التي ضربت بأطنابها جموع العالم الإسلامي فيما اصطلح على تسميته ثورات الربيع العربي، فعادت القضية من جديد بعد الإساءة المفرطة للمرأة من قبل الجماعات المتطرفة التي تدعى زوراً وبهتاناً الدفاع عن الإسلام مثل حركة داعش التي عادت بالمرأة إلى حيث الجاهلية الأولى، فكان الحديث عن الحجاب مدخلاً لتحرير المرأة والدفاع عن حقوقها ضد الجهل والظلام والطغيان الأعمى .
وعلى الرغم من أن الأديان جميعا سواء السماوية أو الوضعية تتفق على وجوب تستر المرأة والتزامها بآدابه، إلا أن قضية حجاب المرأة لا تزال حتى يومنا هذا حديثاً يجرى على لسان كل من لديه رغبة في الهجوم على الدين وهدمه، أونصرة الخلاعة والتبرج على القيم والمبادئ والفضائل التي تتحلى بها المرأة في مختلف المجتمعات .