الخلاصة:
مما لا شك فيه أن الحضارة الإسلامية تتكون من عدة محاور تكاملت وتساندت حتى خرجت الحضارة الإسلامية للتور . مثل الفن واللغة والثقافة والدين ... الخ . وعلى الرغم من محاولات البعض لإنكار دور الفن في الحضارة الإسلامية والتي تصل أحيانا إلى حد التحريم و التكفير إلا إنه ما من عاقل يستطيع إغفال الدور الذي لعبه الفن في حضارتنا الإسلامية.
العمارة فن وبدونه ما كانت عمارة المساجد تبهر العالم حتى يومنا هذا. والزخرفه فن وهذا النوع من الفن استمد منه الفنانون الكثير في أعمالهم الحديثة . وكذلك الخط فن و هذا هو ما نحن بصدد كشف النقاب عنه في هذا البحث بإذن الله
كان الخط قديمة ليس مجرد كلمات وحروف أو وسيلة للتواصل بين الناس بل كان فنا بكل ما للكلمة من معنى وكان الهدف منه التقرب إلى الله عن طريق زخرفة جدران المساجد بالآيات القرآنية وكتابة المصاحف والأحاديث الشريفة . وكان الخطاطون يتنافسون في الابداع وفي تطويع الأحرف والكلمات لإبراز قيمة وجلال المعنى . وترقية روح القارئ
كانت تركيا من أشهر البلاد التي اشتهرت بهذا الفن فكانت تضم أكثر من 20 الف خطاط وكان السلاطين العثمانيون مولعون بالخط حتى أنهم أجادوا اجادة تامة وأصبحوا خطاطون من الطراز الأول امثال السلطان محمود الثاني ، والسلطان مصطفى الثاني و السلطان أحمد الثالث والسلطان عبدالمجيد والسلطان بایزید و غيرهم الكثير. كما أن أروع المصاحف في العالم هي التي كتبت بالخط العثماني وقد ورد حديثا لسيدنا علي بن أبي طالب عن الخط وأهميته جاء فيه : " عليكم بحسن الخط ، فانه يزيد الرزق " لذلك اردت في هذا البحث إبراز أهمية فن الخط وأسسه الذي أصبح اليوم مجرد حروف مشوهة تكتب فقدت قيمتها وجمالها إلى جانب إلقاء الضوء على أبرز خطاطين العصر العثماني وأهم أعمالهم