أثر الحضارة الإسلامية على الحضارة الأوربية

Abstract

لقد كانت الحضارة الإسلامية في القرون الوسطي تنير بأشعتها أرجاء الكون آخذة بيد البشرية نحو التقدم والازدهار والعمران، في ظل عالم إسلامي ممتد من مشارف الصين شرقاً إلى مشارف فرنسا وجنوب إيطاليا واواسط اسبانيا غرباً. وتؤكد المؤرخة" زغريدهونكة " علي: " أن أوربا تدين للعرب والحضارة العربية وأن الدين الذين في عنٌق أوروبا وسائر القارات الأخرى للعرب كبير جداً". كما يقرر المفكر الفرنسي “ جاك بيراك" أنه: "كانت اسبانيا بين القرن الثامن وبداية القرن الثالث عشر أنصع فصل في التاريخ الفكري لأوروبا العصور الوسطى؛ نظراً إلى أن العرب هناك علوا راية الثقافة والمدينة بكل جدارة، لقد ظلَّ هَمَّ خلفاء الأندلس البناء بينما كانت قارتنا نهباً للظلام والفِتَن اليونان والفٌرس والهنود حيث يقول: "يتفق الناس عامة على أن العصور الوسطى – يقصد عصر الحضارة العربية الإسلامية - حفظت علم القدماء؛ لاستخدامه في الأزمنة التالية، والواقع أن هضم الثقافة العلمية واقتباسها من أقوام غرباء – يقصد العرب – تفصلهم عن الغرب ف ذلك الحين مسافات بعيدة- كان كسباً عظيماً، ولكن الأمر لا يتجاوز هذا الحد من إن الذي تسلمته العصور الوسطى لم تزد عليه إلا قليلاً، والواقع أن مشاركة أهل العصور الوسطى في تطوير العلم بلغت من الضآلة حدًّا جعل مؤرخي العلم يميلون إلى اعتبار العصور الوسطى فترة توقف". ولم يقتصر التأثير الحضاري للتراث العرب على أوروبا ف العلوم والحضارات المتنوعة، ولكن حتى اللغة العربية أثرت بدورها في غيرها من اللغات نحوياً، حيث تعتبر دائرة المعارف اليهودية في مادة (Grammar) قائلة: "إن الحافز لدراسة الفلوجي العبري قد قَوي بعامل خارجي وبالتحديد بالمثال الذي قدَّمته اللغة العربية، وقد استمرت اللغة العربية تؤثر على علم اللغة العبري، وكان النموذج العربي هو الذي احتذاه العبرانيون ثم طوَّروه". وقد نشر المسلمون في كل بقعة دخلوها من أوروبا لواء الأمن ونور المعرفة، واقاموا فيها قواعد حكم عادل، يسوي بين الجميع في المعاملة، ويكفل الحرية لكل فرد في المجتمع، ويعمل للصالح العام ويمقت الأنانية والانتهازية. وهاهنا بحثنا حول أثر الحضارة الإسلامية على أوروبا.. فجدير بالمسلم الواعي بالمتعلم أن يطلع ولو لمحات مختطفة أو ومضات سريعة علي أثر الحضارة الإسلامية على أوروبا ليكون على بينة من امره ونور في دربه ليواجه المنهزمين فكرياً وعقلياًً التابعين بإرادتهم أو بالتقليد للغرب من أثر الانبهار أو الانبطاح، أو طلباً للشهرة أو لمصلحة شخصية، كظهور إعلامي أو نفوذ أو كسب مال.