الخلاصة:
الحياة الاجتماعية لأمة من الأمم.. هي تلك الصورة العامة المجتمعة من ألوان العيش التي تعيشها طبقاتها، وما يشيع فيهت من عادات وتقاليد وأخلاق وفنون حضرية وتأنق في بناء ومسكن وغناء ورسم وتشكيل وما إلى ذلك من ألوان الحياة الاجتماعية.
وقد أتاح المجتمع العباسي الفرصة لتلك الألوان العامة في أن تتشارك مع المجتمع مشاركة فعالة، فصارت الظواهر العمرانية سمة بارزة من سمات الفنون الحضارية التي تمتعت بها العصور الإسلامية بصورة عامة والعصر العباسي بصورة خاصة.
والمتصفح لتاريخ الحياة الاجتماعية العباسية يجد أن العمارة الإسلامية قد أخدت مأخذها في طبيعة التزين الإسلامي والتأنق الحضاري بل إن الاهتمام بالعمارة الإسلامية- الذي تنوع بحسب طبقات المجتمع المترف- أصبح منافسا للحضارات السابقة ( اليونانية والفارسية) التي عني الشعر بتوثيقه تارة، وما زال باقيا إلي وقتنا الحاضر تارة أخري وبما إننا قد وجدنا الشعر العربي في العصر العباسي خير راصد لتلك الشواخص العمرانية وموثقا لما وصلت اليه الفنون العمرانية في ذلك الوقت رأينا الزاما علينا في أن نتعكز عليه في تصوير الابعاد الروحية للعمارة الإسلامية، وعلي ذلك الأساس فقد سار البحث علي ثلاث مباحث:
المبحث الأول: أثر الشعر في توثيق التاريخ الاجتماعي، ويعمل على إبراز الدور الأدبي في توثيق الجوانب التاريخية لاسيما الاجتماعية منها خصوصا تلك التي تركز على الفنون والأبعاد الحضارية الإسلامية.
المبحث الثاني: العمران وأبعاده الروحية، ويهدف الي الأثر الروحي للعمران الإسلامي الذي أصبح سمة بارزة في حياة المجتمع العباسي.
المبحث الثالث: أثر الشعر في تصوير العمارة الإسلامية، ويتجلى فيها رصد الشعر وتوثيقه لمظاهر الطبيعة العمرانية، وكيف يهتم يوصف الفنون المعمارية، حيث اهتم بأبرز مظاهر العمران العباسي الذي تمثل بـ (قصر الساج والغرد والكامل، وبناء المسجد الجامع وإبراز فنه المعماري، وبناء مدينة المحمدية في عهد الخليفة العباسي المعتز، قصر المعشوق والمشوق في عهد الخليفة العباسي المعتمد، قصر الثريا في عهد الخليفة العباسي المعتضد، قبة الميدان في عهد الخليفة العباسي المهتدي)
ثم خاتمة عرض فيها الباحث أهم النقاط التي توصل اليها من خلال عرض في تاريخ الحياة الاجتماعية وما ظهر فيها من اهتمام في الفنون العمرانية الإسلامية في العصر العباسي التي كان الشعر العربي راصدا وموثقا لها الي جنب الروايات التاريخية في ابراز الابعاد الروحية لتلك المظاهر العمرانية.