الخلاصة:
من المعروف أن أقاليم الدولة الإسلامية في العصور الوسطى من الصين شرقاً حتى المغرب والأندلس غرباً، لم تكن بمعزل عن بعضها البعض، إذ لم تكن الحدود السياسية المعروفة الآن موجودة، وكان المسلمون ينتقلون عبر تلك الأقاليم الشاسعة بيسر وسهولة، وهم أينما حلوا فإنما بأرض الإسلام.
كذلك كان الصنّاع ينتقلون بحرية تامة بين الأقاليم الإسلامية المختلفة، وكانت تنقلاتهم بحثاً عن الاستقرار والعيش الآمن وإجزال العطاء من رعاة الفن من الحكام وغيرهم. وفن صناعة وزخرفة الخزف الإسلامي في العصور الوسطى لم يخرج عن هذه القاعدة، إذ لعب الصنّاع والفنانون في مجال صناعة وزخرفة الخزف دوراً رئيساً في نقل الأساليب الفنية والصناعية والزخرفية خلال تنقلاتهم المستمرة من مكان لآخر.
وتعتبر الأمثلة القليلة الباقية من توقيعات الخزافين المسلمين التي سجلوها على بعض منتجاتهم المصدر الرئيسي للتعرف على أسمائهم وموطنهم الأصلي وأساليبهم الفنية وتخصص كلٍ منهم ومكانته بين أقرانه، إذ أن المصادر التاريخية المعاصرة قد أغفلت في معظم الأحيان الحديث عن الُصنّاع والفنانين أو التأريخ لهم إلا نادراً. وقد تميز الخزف المملوكي بتسجيل توقيعات ُصنّاعه، ويهدف هذا البحث إلى إلقاء الضوء على أحد الخزّافين غير المعروفين والمسمى "الصيوان" اعتماداً على توقيعه المسجل على قاع إناء غير منشور من الخزف محفوظ في متحف جاير أندرسون / بيت الكريتلية، بالقاهرة تحت رقم سجل (164).
أهمية البحث:
البحث يتناول موضوع جديد كليا لم يسبق دراسته من قبل وهو الخزاف "الصيوان" من خلال إنتاجه الخزفي الذي سجل عليه اسمه.
منهج البحث: المنهج الوصفي – التحليلي – المقارن – التوثيقي.