الخلاصة:
يسعى هذا البحث إلى دراسة أثرية فنية ونشر لأول مرة لمدرسة عثمان باشا ماهر التي تقع في 19 شارع محمد كُريم والمُتاخمة لقصر الأمير المملوكي "يشبك بن مهدي"، وفي نطاق المنطقة الأثرية المعروفة باسم القلعة، ميدان الرميلة، بمحافظة القاهرة، مصر. وتمتاز هذه المدرسة بوجود مظاهر للعمارة الإسلامية وذلك من حيث التخطيط المعماري المُتمثِّل في وجود الإيوان، ومن حيث العناصر الفنية المُتمثِّلة في وجود الشرافات ذات الورقة النباتية الثلاثية والكوابيل الخشبية والقندلية المُركبة والمُغشاة بالجص المُعشق بالزجاج الملون بالإضافة إلى وجود نص تأسيسي يعلو المدخل الرئيسي. وتُعتبر مدرسة عثمان باشا ماهر ملمحاً مُميَّزاً للعمارة الإسلامية في بداية القرن العشرين وتحديداً خلال عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، الذي إهتم إهتماماً بالغاً بالعلم والتعليم، كما تميَّز عهده بوجود نهضة معمارية وعمرانية. وجدير بالذكر أنه تم تخصيص أوقاف من الأراضي والعقارات في كلٍ من كفر الشيخ والقاهرة للصرف من ريع تلك الأوقاف على المدرسة. وسيتضح من خلال مضمون الدراسة أهمية المدرسة ووضعها الحالي الذي يستدعي ضرورة ضم المدرسة إلى إشراف المجلس الأعلى للآثار بحيث يستلزم إعتبارها جزءًا لا يتجزأ من الآثار الإسلامية والتراث المعماري فى مصر؛ حيث إن تلك المدرسة مازالت تُعبِّر عن المظاهر المعمارية للمدارس خلال العصر الحديث وبصفةٍ خاصةٍ إبان عهد الخديوي عباس حلمي الثاني الذي إنتهج منهاج جده الأكبر محمد علي باشا من حيث الإهتمام بنشر العلم والثقافة. وتجدر الإشارة إلى أن المدارس خلال تلك الفترة قد إنتشرت وفقاً لتخطيطٍ معماريٍ مُميَّز ومُتأثر بالطابع الإسلامى إلى حدٍ كبيرٍ. وتهدف هذه الدراسة إلى تقصي ومناقشة ودراسة مدرسة عثمان باشا ماهر غير المنشورة من قبل؛ حيث لم يتم التحقيق فيها ولا دراستها دراسة شاملة من قبل الباحثين، وسيتم تناول ذلك من خلال دراسة أثرية معمارية وفنية وفقاً لمنهجية البحث الوصفي والتحليلي.