الخلاصة:
لقد حاول العلماء علي مر العصور الوصول الي وضع معايير لتقييم الشعوب . ( تضمنت الذكاء الفردي، إجمالي الإنتاج السنوي ، الأنظمة المجتمعية والثقافية و الاقتصادية والعلمية وبراءات الاختراعات والجوائز الدولية . ولقد توصلوا الي ان الدول التي حصدت مراكز متقدمة تتمتع بدرجة مرتفعة من الحرية (بكافة اشكالها) بالإضافة الي امتلاكها لإمكانيات معلوماتية كبيرة. وفي ظل الهيمنة المعلوماتية الآنية تشكل هيكلة المعلومات مطلب عالمي ارتبط بمفاهيم عديدة كإدارة الوعي وهندسة الفهم والإدراك والإسترآتيجيات المتنوعة لإدارة وتنميط الخريطة الادراكية للجمهور. وتحتل دراسة وتحليل الإعلانات والخطاب الإعلامي أهمية كبيرة نظرا للدور القوي والاساسي الذي تلعبه الإعلانات في هيكلة المعاني وتشكيل الوعي وتغيير الممارسات الاجتماعية لدي الجمهور، فلغة الاقناع التي يعتمدها الإعلان تساهم بقوة في البنية الاجتماعية والتأثير. وقد تم توظيف العديد من الطرق لتحليل الإعلان مثل المنظور الكمي والنوعي والتفسيري والمنهج العلمي الاجتماعي الحديث، ولقد اعتمدت الاتجاهات العالمية الحديثة علي المتغيرات السيكوجرافية لتصنيف الجماهير المستهدفة والتأثير عليهم. فاستخدام التنميط السيكوجرافي في تصميم الإعلان يؤدي الي زيادة فعاليته وملائمته للعميل لا سيما اذا كانت المعلومات دقيقة. وتمثل سيكوجرافيا منصات التواصـل الاجتماعـي مفهـوم جديــد نســبيا كأداة لتحليل وتفسير سلوك البشر وما تمتلكه من القــدارت الكبيرة الكامنة المرتبطــة بالمعلومــات وتوفيــر معاني جديدة لمنظور مجموعــة كبيــرة مــن الجماهيــر حيث مكنت الباحثون من الكشــف عــن فروقــاٍت دقيقــٍة فــي ديناميكيــات الشــبكات الشــخصية بيــن الأفــراد مــن خــلال تحليــل المعلومــات التــي ينشــرها الُمســتَخدمون علــى هــذه المنّصــات.وسوف يتناول هذا البحث السيكوجرافيا باعتبارها منهجية علمية لتصميم الإعلان وتنميط الخريطة الادراكية للجمهور من خلال تحليــل البيانــات التــي تولّدهــا منشــوارتهم علــى منصات التواصــل الاجتماعــي.
