الخلاصة:
تهدف هذه الدراسة الى إظهار طرق وأساليب التعبير عن العمق فى التصوير المصري القديم والاسلامى فى ضوء التعاليم الدينية المختلفة لكلا منها وتأثيره الممتد، فالحضارتين اشتركتا فى كره الفراغ وشغله بالكتابات او الخلفيات المكملة للمشهد المصور مع اختلاف الاسباب التى أدت الى ذلك، كما انهما ابتكرا طريقة جديدة للتعبير عن المنظور وما يتطلبه التعبير عن العمق في اللوحة ثنائية الابعاد، بما يضمن البعد عن التعبير عن الواقع بل صياغته بمنظور عقائدى يختلف باختلاف العقيدة فخلق هذا النوع من التعبير الاصطلاحي المميز، مع إلقاء الضوء على عناصر التشكيل واسس التصميم والقيم الجمالية والفنية التى استخدمها كلا منهما، وذلك عن طريق التعريف بالتصوير فى كلاهما وسماتهما واسباب وعوامل التى صاغته بهذا الشكل المميز لكلا منهما مع وصف وتحليل بعض النماذج من التصوير المصرى القديم ولوحات من التصوير الاسلامى والتى اشتركت معا فى المضمون والفكرة لضمان مقارنة الاساليب والحلول المختلفى التى ابتكرها كل فنان، ونجح فيها فى اظهار العمق، مع عقد مقارنة بين كلا من التصوير المصري القديم والتصوير الاسلامي لإستخراج أوجه الشبه والاختلاف في هذه الاساليب.
وقد توصلت الدراسة الى بعض اوجه التشابه والاختلاف في المعالجات التشكيلية المعبرة عن العمق او البعد الثالث حيث استخدم كلاهما عنصر التراكب وتكرار الاشخاص لمنح اللوحة عمقا مع قيم جمالية مختلفة فى الفنين والتنوع فى اللون والحركات كما ابتكر كلا منهما منظورا وطريقة للتعبير عن الاحداث والتجسيم وتصوير العناصر من عدة زوايا.
أحيانا فرض القيود والشروط على الفن يجعل من ذلك حافزا للابتكار والخروج بأفكار جديدة ومعالجات تشكيلية متنوعة تضفي سمة التميز لدى كل فن.
