الخلاصة:
يعد مجال الأشغال الفنية من أهم المجالات الفنية التى تهتم بدراسة التراث والمحافظة عليه، لما له من دور فعال فى التعبير عن ذوق وثقافة المجتمع الذى ينبع من البيئة المحيطة به والمتأثره بالماضى. فيعد التراث المخزون الثقافى الذى يلاحظ فى جميع منجزات الإنسان عبر تاريخه من خلال بيئته الثقافية .
وإن التنوع الثقافى يعد عاملاً إيجابياً فى الفنون التشكيلية، فهو يدل على تقاسم الثروة التى تجسدها كل ثقافة من ثقافات العالم، ويعمل على مد الجسور بين الثقافات، وإثراء وتنوع أشكال التعبير الفنى من خلال عمليات التفاعل بينهم وتبادل الخبرات.
ومن أجل ذلك تم إختيار فن المولا Mola art فهو من فنون التراث الأصيلة لثقافة هنود كونا فى جزر سان بلاس قبالة ساحل بنما بأمريكا الوسطى، وهو فن يعتمد على تصميم الزخارف بدلالات معينه فى ثقافتهم، والتى تصاغ على عديد من الأشياء من أهمها الثياب الشعبية التقليدية لنساء الكونا، والتى تعتمد تصميماتها على الخطوط المتكررة ، والرموز المجردة من الزهور والحيوانات والبشر باسلوب الأبليك بالخياطة لطبقات من القماش بالألوان الزاهية فوق بعضها، وتحظى المولا بأهمية كبيرة بالنسبة لسكانها وهويتها التقليدية.
وحيث أنه من ضمن بنود مجلس قسم التربية الفنية بكلية التربية النوعية - جامعة أسيوط ، والتى توصى بعمل ورش عمل شهرية لإفادة الطلاب واكسابهم مهارات مختلفة فى جميع التخصصات ، فقد رأت الباحثة أن تقوم بعمل ورشة عمل مقترحة بالإستفادة من فن المولا فى ضوء المدرسة المستقبلية، لإضافة البعد الزمني الذي يعبر عن الحركة والطاقة وذلك عن طريق تتابع وتوالي الخطوط والمساحات والألوان، والرموز التى يستند عليها هذا الفن، وإكساب الطلاب مهارات هذا الفن المتجدر بثقافة هنود الكونا، للإنفتاح على التجارب العالمية والإستفادة منها فى إثراء وتنوع أشكال التعبير الفنى بمجال الأشغال الفنية.
