الخلاصة:
مما لا شك فيه أن الثورة الرقمية أحدثت طفرة كبيرة في كافة مناحي الحياة ، لا سيما المنتجات التي نتعامل معاها أثناء ممارستنا لحياتنا اليومية ، على اختلاف مجالاتها ، حيث تحولت كثير منها الى منتجات رقمية وبرمجية ؛ مما أدى إلى تغيير في مواصفاتها ؛ الأمر الذي استدعى تطوير منهجيات وطرق وأساليب وتقنيات تصميمها وانتاجها لكي تتلائم مع تلك المواصفات الجديدة .
ورغم تعدد أشكال وأنواع المنتجات في عصر الثورة الرقمية ، إلا أنها جميعاً تستهدف خدمة الإنسان وتلبية احتياجاته اليومية المختلفة ، وذلك هو دور المصمم في المقام الأول ، والذي لم يتغير فقط في مضمونه ، وإنما تغير أيضاً في أسلوب أداءه وفي الأدوات التي يستخدمها . حيث أصبح المُستخدم هو المَعني الأول بعملية التصميم ، ويليه الوظيفة التي كانت هي الأساس في عملية التصميم سابقاً . ونرى ذلك جليّاً في عملية "تصميم خبرة المستخدم" User experience design والتي اصبحت من أهم منهجيات التصميم المُتبعة حالياً ، وتهدف إلى تحقيق تجربة استخدامية ناجحة وممتعة للمستخدم اثناء استخدامه للمنتج .
ونظراً للتَوجُّه العالمي للحفاظ على البيئة نظيفة وآمنة ؛ فقد ظهرت استراتيجيات جديدة في التصميم تستهدف استدامة المنتجات والخامات وطول العمر الافتراضي لهم . والتي منها التصميم المُستدام وأحد أهم أدواته عملية "التصميم لسلوك مُستدام" Design for sustainable behavior ، والذي يهدف إلى الحفاظ على البيئة ، وأيضاً يهدف إلى طول عمر المنتج الافتراضي بتوجيه سلوك المستخدم توجيهاً سليماً أثناء عملية استخدامه للمنتج .
وحيث أن كل من عملية "تصميم خبرة المستخدم" وعملية "التصميم لسلوك مَستدام" يَعتبروا المستخدم هو جوهر التصميم ؛ فقد هدف البحث إلى إيجاد العلاقة التفاعلية فيما بينهما سعياً للوصول إلى تحقيق تجربة استخدامية ناجحة وممتعة تتميز بسلوك مُستدام من قِبل المستخدم طوال فترة استخدامه للمنتج .
اتبع البحث المنهج الاستدلالي ، حيث توصل إلى منهجية لتطبيق عملية "تصميم خبرة المستخدم" بتفعيل عناصر واستراتيجيات "التصميم لسلوك مستدام" خلال مراحلها . وذلك سعياً للحصول على منتج مُستدام ذو فاعلية استخدامية ناجحة وممتعة ومُستدامة.