الخلاصة:
لازالت أثار القاهرة الإسلامية الدينية تنطوي على الكثير من الأسرار والتي تساهم دوماً الدراسات التحليلية المتخصصة في مجال العمارة والفنون الاسلامية فى الكشف عن الكثير من جوانبها خاصه فيما يتعلق بالجانب الفلسفي والوظيفي منها.
وفي اطار الجانب الوظيفي للعمارة الإسلامية وجدنا ان المعمار المحترف، وعلى مختلف عصور الحضارة الاسلامية في مصر، قد أولى إهتماما خاصاً بمسألة صوتيات العمارة الدينية فى إطار العمل نحو خلق البيئة الصوتية السليمة بداخل المنشآت الدينية بل و الجنائزية في بعض الاحيان، وقد نبع هذا الاهتمام الملحوظ من قيمة الصوتيات وأهميتها في اقامة الطق
وس والشعائر الاسلامية وبخاصة الجامعة منها، الأمر الذى نتج عنه إستحداث وتطوير بعض العناصر المعمارية و قطع الاثاث الداخلي للمنشآت الدينية وذلك في ضوء الوقوف علي أفضل التقنيات الخاصة بنقل وتوضيح وتوزيع الصوت بداخل المنشأة، على إن الباحث يعتقد أن اهتمام المعمار بتلك التقنيات قد تخطى هذا الحاجز ليشمل ايضا اهتماماً ملحوظاً بقضية معالجه تسريب الضوضاء والتلوث السمعي من خارج المنشأة الى داخلها.
إستناداً على ما سبق، يهدف هذا البحث الي تحليل ودراسة بعض العناصر المعمارية الخاصة التى يعتقد الباحث انها لعبت دوراً محورياً وإن كان جزءياً في تقليل معدل أو نسبة الضوضاء المتسربة من المحيط الخارجي للمنشأه الدينية الى داخلها وذلك فى إطار المساهمة الفعلية من المعمار في تحقيق السكينة والهدوء التي يستطيع من خلالها المصلون والذاكرون والقارئون للقرآن الكريم بداخل المنشأة إقامة الشعائر والطقوس الدينية في أجواء من السكينة والخشوع والتدبر.
وقد اثبتت الدراسة بالفعل ان المعمار في مختلف عصور الحضارة الإسلامية كان علي درايه نسبيه بمبادئ و اساسيات الصوتيات الخاصه بالعمائر الدينية، الامر الذى مكنه من توظيف و استخدام العديد من التقنيات و العناصر المعمارية في منع او تقليل وصول الضوضاء الى داخل المنشأه وذلك فى اطار المساهمه الفعاله فى خلق البيئة الصوتية السليمة بداخل المبنى.
