الخلاصة:
تهدف الدراسة الى تسلیط الضوء على قراء الحدیث الشریف ودورهم داخل المنشأت الدینیة والعلمیة والمساجد وخانقاوات الصوفیة فى مدینة القاهرة خلال عصر الممالیک الجراکسة ( 784هـ / 923هـ ) علاوة على شروط اختیارهم للعمل داخل تلک المنشآت .
ولقد تمتع القراء بمنزلة کبیرة ومرموقة فى مدینة القاهرة ومنهم قراء القرآن الکریم الذین تمتعوا بمکانة کبیرة ومرموقة فى المجتمع المصرى خلال عصر الممالیک عامة ثم یلیهم قراء الحدیث النبوى الشریف والذین حظوا بدورهم بنفس المکانة والاهمیة ولقد اشترطت الوثائق ان یکون کل من قراء القرآن الکریم والحدیث من أرباب الخیر والصلاح والتقوى وهى شروط اساسیة للقراء کان لابد من توافرها للقراء داخل المنشآت الدینیة فى ذلک الوقت .
أما عن الشروط اللاذمة لاختیار قراء الحدیث للعمل داخل المنشآت الدینیة والعلمیة والتعلیمیة فهى ضرورة ان یتمتعوا بحسن السیر والسلوک وتمتعهم بالخیر والصلاح والتقوى وهى من الشروط الاساسیة لقراء ة الحدیث الشریف علاوة على ضرورة الالمام بقواعد اللغة العربیة وادابها واصولها وفروعها المختلفة .
ولقد تعددت مهام قراء الحدیث داخل تلک المنشأت الدینیة والتعلیمیة ابان ذلک الوقت حیث قاموا بتدریس الحدیث وقراءته على طلابهم فى تلک المدارس وامتد دورهم ایضا قراءة الحدیث على رواد مساجد القاهرة المختلفة فى اوقات معینة طوال ایام الاسبوع ویوم الجمعة وخلال المناسبات الدینیة المختلفة
واسهم قراء الحدیث اسهاما کبیرا فى قراءة الحدیث وروایته داخل خانقاوات الصوفیة والمقابر وکانوا یتولون قراءة الحدیث للواردین على تلک الاماکن فى الاوقات التى حددتها شروط اوقاف تلک الاماکن .
وجدیر بالذکر ان قراء الحدیث قاموا ببعض الادوار والمهام الثانویة منها الشهادة بین المتخاصمین وجلوسهم فى حوانیت الشهود المنتشرة داخل الاسواق وقیامهم ایضا بنسخ الکتب املختلفة مقابل مبالغ مالیة محددة
وتعرضت الورقة البحثیة ایضا الى الرواتب النقدیة والعینیة التى کان یتقاضاها القراء سواء شهریا او سنویا علاوة على الاجور العینیة والتوسعة علیهم فى المناسبات الدینیة المحتلفة مثل اول بعض الشهور الهجریة مثل رجب وشعبان ورمضان وفى الاعیاد الدینیة المختلفة علاوة على الاجازات الرسمسة وغیر الرسمسة التى کانوا یحصلون علیها فى ذلک الوقت
