الخلاصة:
فن الخزف يعد مصدراً هاماً من المصادر التي تنمي الذوق الجمالي للفرد والمجتمع لما له من خصائص شکلية وقيم تشکيلية جمالية يمکن أن تسهم في زيادة الخبرة الفنية والتذوقية لجماهير الفنانين. والخزف يعتبر من أکثر الانتاجات الفنية کماً وعدداً في جميع العصور الفنية التراثية حيث تمکن الفنانين على مر العصور من اختراع وابتکار لتقنيات وأساليب جديدة في طرق تشکيله وتقنياته ومعالجة أسطحه للتعبير عن الفکرة المراد تنفيذها والرسالة المراد توصيلها للمتلقي سواء أکانت معنوية أو حسية أو لها بعد رمزي أين کان بسيط أو معقد.
فالرموز الفنية بصفة عامة أثر لا يمکن انکاره في صياغة الإدراک الحسي للمتلقي وعلى مفردات الرسالة التي تتشکل لديه من مشاهدته، فالرمز الفني يحمل مضامين قد يختلف إدراکها حسياً من متلق لآخر. کما يعتبر فکر فلسفي للتعبير عن الأفکار المختلفة للفنان التشکيلي لأنه أحد أعمدة الاتصال بين الفنان والمتلقي الذي تنجح عملية الاتصال بينهما من خلال اختيار الفنان للعناصر التشکيلية انطلاقاً من دلالتها الضمنية وقدرتها على نقل المعني، وحين يستقبل المتلقي الفکرة ذات البعد الرمزي يعتمد على کل مستويات التفکير التي يمتلکها في محاولة لتفسيرها وفهم المعني وإدراکه.
لذلک يهدف البحث الحالي لتنفيذ أشکال خزفية مجسمة ذات بعد رمزي مستلهمة من الحروف العربية والوحدات الزخرفية النباتية کأحد العناصر التشکيلية في الفن الإسلامي بحيث تتحقق فيها المفاهيم الجمالية مثل الحرکة الإيهامية والاتزان والتکوين الجيد.
