الخلاصة:
تطور الفكر المسرحي منذ نشأته حتى وصل الى ميلاد مسرح يعتمد التكنولوجيا بكل وسائطها ؛ فتارة يطلق عليه (مسرح الصورة ) أو (مسرح اللا دراما) أو (المسرح التفاعلي) أو(المسرح الرقمي والوسائطي) ؛ كلها جهود وافكار للخروج بالمسرح من بوتقته التقليدية نحو أداء يشترك في ممارسته الجمهور ؛ بحركات وإيماءات تمثيلية وبعيده عن اللغة والحوار ليعيه ويؤديه أكبر عدد ممكن من الجمهور ، حالة طقسية فريدة كما عودنا المسرح عليها عبر تاريخه ؛ حتى أبدع لنا العصر الحديث وسائط رقمية بسهل دمجها ؛ ولها تأثيرات مرئية تيسر صياغة افكار هذا المسرح ، وما دعيناه (بمسرح المستقبل ) حيث نشأت فكرة صياغة تلك اللفظة اثر عدة قراءات لاستخدام التكنولوجيا الرقمية بمفردات البناء المسرحي ؛ وتوظف تقنيات الإسقاط الضوئي والفيديو والواقع الافتراضي المعزز ، لذا تأتى هذه الدراسة لتستجمع بعض من تجارب هؤلاء المبدعين ؛ لشرح فلسفته وعد ضوابطه لمحاولة نضع بها لبنة تصورية لإثبات أن المسرح الجديد سوف يعتمد الرقمنة الوسائطية لا محالة ليبدع لنا شكلا عصري يناسب متطلبات الحياة التكنولوجية ، تستهدف هذه الدراسة تحليل خصائص الرقمنة والعروض المستخدمة لها بصورة دقيقة تيسر اﻻستفادة ﻣنها في إنشاء مسرح مستقبلي ، و بمنهجية التحليل الوصفي ، ويقوم البحث على فرضية استخدام التقنيات الرقمية لبناء مسرح مستقبلي متوقع بداية من النص ، اثبتت الدراسة صلاحية استخدام التقنيات الرقمية لأبداع تصور يشترك في عروضه الجمهور و المؤدين ، ولغة عرض رقمية ، محافظا على هيئته الطقسية ؛ وبهذا علينا خوض تلك التجربة والاستعداد لها ، وتناقل خبراتها ، و تدريس مفرداتها لمواكبة هذا التطور كمسرح عربي ، ايضا وضع مقترح لنموذج مسرح المستقبل المحمول والمتنقل.