الخلاصة:
تعتبر المخطوطات الإسبانية من أهم ما أنتجته اسبانيا في العصور الوسطى وبالأخص في القرن الثالث عشر الميلادي أي في عهد الملك الفونسو العاشر (Alfonso X) الملقب بالعالم والحكيم (EI Sabio) (1) ، لما تحمله تلك المخطوطات من ثقافة وفنون وتراث أثرت بها على أوروبا في تلك الفترة، وكانت بمثابة الجسر الذي يربط أوروبا في العصور الوسطى بالثقافة والفنون الإسلامية بشكل عام و المنتشرة في إسبانيا في تلك الفترة بشكل خاص ، ويرجع الفضل في ذلك الى حركة الترجمة التي أهتم بها الأسبان بعدما أسس الملك ألفونسو السادس (Alfonso VI) (2) في مدينة طليطلة (Toledo) في القرن الثاني عشر الميلادي ما يعرف بأسم مدرسة المترجمين الطليطليين (Escuela de Traductores de Toledo) ، والتي عهد إليها بنقل أمهات الكتب العربية في مختلف العلوم إلى اللغة اللاتينية والتي كانت لغة الدين والدولة والعلم في الممالك الاسبانية ، وبذلك استمرت مدينة طليطلة (Toledo) في دورها الثقافي ، فأصبحت وسيطا من أهم وسائط الثقافية العربية الإسلامية إلى جميع أرجاء القارة الأوروبية ، وسرعان ما تحولت هذه المدينة العريقة إلى دار ترجمة كبيرة من الثقافة العربية الإسلامية إلى اللغة اللاتينية ، وتوافد عليها الباحثون والمتعطشون للمعرفة من مختلف أنحاء أوروبا .