الخلاصة:
سعى العديد من علماء المسلمين إلى محاولة الإلمام بمختلف العلوم الدينية و الدنيوية على حد سواء ، مثل العلوم الهندسية و الطبية و الزراعية إلى علوم الرياضيات و الكيمياء و علوم الفلك و الجغرافيا ... إلخ ، والتي كان لها أكبر الأثر في وصول الحضارة الإسلامية إلى ما يقارب حد الكمال في ظل ما كانت تعانيه الدول الأوروبية و الغربية وقتذاك من تدني بالأحوال المعيشية وزيادة في نسبة الفقر و الجهل و سوء الخدمات و الأحوال المعيشية .
رأى العرب أنه لإرساء دعائم الإستقرار و النهضة بالدولة الإسلامية فلابد لهذا الكيان من قوة تستطيع أن تحميه و تحافظ عليه من براثن القوى المخربة دعاة الفكر الهدام .
هذا وضمانا لتحقيق ما سبق و أن أشرنا إليه سعی علماء العرب الإستغلال معارفهم و نبوغهم و خبراتهم بعلوم الكيمياء و العلوم الهندسية الإبتكار الجديد من الأساليب و المبتكرات التي تكفل لهم ذلك و التي يأتي من بينها البارود .
هذا وفي ظل ما نعانيه من تجاهل بعض علماء و مؤرخي الغرب كون العرب المسلمون هم أصحاب السبق في استخدام البارود في الأسلحة النارية و محاولة نسبته إلى أحد علماء الغرب من أمثال "ماركوس جريكوس" و "روجر بيكون" ، يهدف هذا البحث إلى التأصيل التاريخي لإستخدام البارود في الأسلحة النارية إلى العرب المسلمين ، و الذي كان له أبلغ الأثر في نشر الحضارة الإسلامية وإرساء دعائمها و استقرارها ، و ما تضمنته من إسهامات معمارية وصناعية و ثقافية و فنية و التي لطالما كانت ولا تزال محل دراسة و إعجاب و مصدر إلهام لمختلف الحضارات الأوروبية و الغربية .