الخلاصة:
لا يختلف أحد على أهمية النشاط السياحي لمصر، فقد منحها الله تعالى جميع مقومات البلد السياحي على اختلاف الأنماط السياحية وتنوعها، سواء كانت سياحة ثقافية أو دينية أو بيئية أو علاجية، أو اجتماعية أو رياضية أو ترفيهية، أو سياحة معارض أو مؤتمرات، أو تسوق أو تجوال، أو مغامرات أو سياحة سيارات ودراجات ...، حيث تمتلك مصر في مجال السياحة الثقافية وحدها ست مواقع تراثية ثقافية مصرية قديمة وقبطية وإسلامية، هذا بالاضافة لموقع التراث الطبيعي، وجميعها مدرجة ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو، ولا عجب أن أختيرت مصر كأفضل مقصد للسفر الفاخر العام 2017م، وذلك في حفل توزيع جوائز رابطة الكتاب السياحيين لمنطقة الباسقيك PATWA على هامش جدول أعمال بورصة برلين السياحية بألمانيا .
وقد أثرت الظروف السياسية التي تمر بها مصر منذ ما يزيد على ست سنوات على النشاط السياحي تأثيراً كارثياً، حيث زار مصر في نوفمبر وديسمبر الماضيين حوالي مليون سائح بأقل بنسبة 1% من العام الماضي، وهو المعدل الأقل خلال شهور الذروة منذ حوالي عام 2005م، ليخرج وزير التنمية المحلية المصري خلال فعاليات مهرجان تنشيط السياحة الأول مطالبة وسائل الإعلام بيث الصور الايجابية لتنشيط السياحة في مصر، وقد يكون للمحاولات الفردية التي يقوم بها بعض الأشخاص من فنانين ورياضيين وساسة تأثير فعال إلا أنه غير كاف لتقديم صورة ايجابية عن مصر في الخارج والداخل، بل يتطلب الأمر تضافر الجهود من الدولة ككيان ومن الكيانات التابعة لها أو المستقلة عنها وحتى الأفراد في الاحساس بالمسئولية المجتمعية تجاه الوطن، والوعي بأهمية التأكيد على صورة مصر الذهنية في الخارج والداخل أيضا كركيزة أساسية لاستعادة مكانتها المنشودة على خريطة السياحة العالمية.