الخلاصة:
مدينة طرابلس واحدة من المدن الساحلية الشامية التي وقعت تحت وطأة حكم الصليبيين لفترة من الزمان، وبعدما رحل عنها الصليبيون بعد انتصار السلطان المنصور قلاوون تهدمت المدينة القديمة، وشيدت بدلا منها مدينة جديدة على مسافة كيلومترين، ومع تهدم المدينة القديمة اندثرت معظم المنشآت المعمارية التي تعود إلى عصور سابقة، ولم يتبق أي إرث معماری يستند إليه المعماريون في تشييد عمائرهم، وأدى ذلك إلى فتح المجال في العصر المملوكي لظهور طابع معماري جديد للمدينة يعتمد في تكوينه على التأثيرات المختلفة الوافدة عليها، سواء من شرق العالم الإسلامي أو غربه، أو حتى من التأثيرات القريبة منه والمتمثلة في المدن الشامية المحيطة.
وتهدف هذه الورقة البحثية إلى دراسة بعض التأثيرات الإيرانية والتركية على عمارة مدينة طرابلس المملوكية من خلال توضيح ماهية هذه التأثيرات، وطرق انتقالها إلى مدينة طرابلس، ومحاولة معرفة السبب وراء ظهورها، وهل كان ذلك نتيجة تأثر مباشر بشرق العالم الإسلامي أم بشكل غير مباشر عبر المدن الشامية المحيطة بها مثل دمشق وحلب وغيرها، أو عن طريق مدينة القاهرة عاصمة الدولة المملوكية والتي كانت طرابلس تابعة لها في تلك الفترة.