الخلاصة:
انبثق الفن الاسلامي الذي يعد أحد أهم فروعه في التصوير الاسلامی - بمكوناته الجمالية والفكرية والروحية؛ ليبهر أبصار المتلقين من الشرق والغرب بروعته وجماليته وأصالة شكله وخطابه، وقد جاء وليدا الثراء روحی و علمی وفلسفي وفكري اشتغل عليه الفنان المسلم بشكل عام والفنان القاجاري بشكل خاص الذي فهم الدين عقيدة وعبادة وقيما وسلوكا فترجم ذاك الفكر وجسده فنيا إلى رؤية بصرية جمالية خالصة.
أن فلسفة الجماليات والحلول البصرية الجديدة جات لانصهار المفاهيم الروحية العلمية والفكرية والإجتماعية في مركب واحد، ولم يستطيع الفنان المسلم أن يبتكر الحلول الفكرية والتقنية المتفقة مع موقفه الجمالي لولا تفاعله مع الاكتشافات البصرية، حيث عبر الفنان عن جمال الكون من خلال عناصر ومفردات بصرية مختزلة أستلهمها من مكونات الطبيعة مثل النباتات والحيوانات وغيرها ؛ لذلك توصل الفنان إلى صياغة فنية جمالية وفلسفية فريدة تطلق العناصر الزخرفية والمناظر التصويرية؛ لينقلنا نحو المعاني الدفينة على حد تعبير المؤرخ والباحث الجمال "هنري فوميون" وتلك المعاني الدفينة التي أشار إليها فوسيون التي يصير البحث في خصائص الفن الإسلامي إلى إيجاد مفاتيح قراءة بصرية فاعلة لرصدها والكشف عنها بعمق لا تنحصر بالجوانب الروحية المتصلة بالدين الإسلامي فحسب، بل تتصل بما هو قدسي ودينوى في حياة المسلم على السواء وتتطلب في الوقت ذاته أدوات ومفاتيح بصرية خاصة؛ القراءة العناصر الزخرفية والمناظر التصويرية المنفذة على التحفة - موضوع الدراسة - أدوات تنبع من الفهم العميق للإسلام وصلته بالحياة، ثم ربط ذلك الفهم بثقافة وذائقة بصرية نافذة توصل المتلقي لتلك المعاني الدفينة.