الخلاصة:
يزخر تراثنا الإسلامي بالعديد من القيم الجمالية سواء في العناصر المعمارية أو أعمال التصميم الداخلي ، وتعد النافذة والمشربية من العناصر المستخدمة في معالجة الفتحات المعمارية في العصر الإسلامي والتي لها تأثير كبير في تصميم الفراغات الداخلية ، فهي تقوم بربط الداخل بالخارج بشكل له طابع خاص حقق الوظيفة المطلوبة من تخفيف قوة الإضاءة الداخلة إلي المسكن و السماح للهواء بتخللها لتهوية الفراغات الداخلية مع الحفاظ على الخصوصية لشاغلي الفراغ ، ويلاحظ أن لهذه النوافذ والمشربيات نسبا توافقية جيدة اكسبتها تناسقاً وايقاعاً حيث برع المصمم المسلم في تحديد نسبها وأبعادها وتقسيم أجزائها . وتتمثل مشكلة البحث في قلة الاهتمام بالنسب الجمالية المستوحاة من عناصر العمارة الإسلامية في أعمال التصميم الداخلى والأثاث المعاصر وذلك لعدة أسباب منها ضيق الفراغات الداخلية وانقطاع الصلة بين الحاضر والماضي واعتماد الفن الإسلامي على علوم الهندسة والرياضيات التي يراها المصمم المعاصر معقدة في فهمها للاقتباس أو الاستلهام منها ، ويفترض البحث وجود النسبة الذهبية بشكل ما في التقسيمات الداخلية للمشربية والنافذة الإسلامية وهذا الافتراض قائم بشكل كبير على نسب المستطيلات المستخدمة في توزيع أعمال الخرط به وأن بعض هذه المستطيلات ينطبق علي مايعرف بالمستطيل الذهبي ، وتهدف هذه الدراسة إلي تحليل النسب الجمالية لنماذج من المشربيات والنوافذ المستخدمة في معالجة الواجهات المعمارية وذلك من خلال عمل دراسة تحليلية لبعض نماذج من المشربيات والنوافذ الموجودة في أحد المنازل التراثية الإسلامية في مصر مع تحليل النسب والأبعاد المستخدمة في تصميمها للتعرف علي مدي تواجد النسبة الذهبية في تقسيم أجزائها ، وذلك لأن هذه النسبة لها قيمة جمالية جعلتها تستخدم على مر العصور وذلك لأنها توجد في الطبيعة بشكل واضح وكبير ومعرفة مدى مساهمة هذه النسبة في ترسيخ القيم الجمالية في مفردات العمارة والتصميم الداخلي في تلك الحقبة .