الخلاصة:
نجح فن العمارة الاسلامية في تحقيق التوازن التام بين الجوانب المادية والاعتبارات الروحانية من خلال مجموعة من القواعد والأسس والتراكيب التي توصل إليها كل من المعماري والفنان المسلم ، وأمكنه من خلالها حل مشاكل البناء بحلول فعالة ، ملائمة تماما مع عقيدته الدينية ، وبما يحافظ على القيم والتقاليد الاجتماعية وتوظيف معطيات البيئة أو جلب ما لم يكن متوفرة في بيئته و تصنيعه وتعديله حتى يتوافق مع قيمه وبيئته فالعمارة العربية معجزة من معجزات الفن العربي الإسلامي العريق لما تحتويه من أساليب فنية ومعمارية. أصبح المفهوم الحاكم في الإسلام هو المفهوم العقائدي الموحد حول القرآن والسنة ، ولم تهتم العمارة الإسلامية بظاهر التشكيل فتعطيه نوعا من الثبات ، ولكنها اهتمت بالمعاني والرموز المعبر عنها خلال التشكيل ؛ لذا كانت العمارة الإسلامية عمارة فكر مبني على مضمون عقلاني عقائدي نتجت عنه أفكار التوحيد من خلال التعددية والإيقاع والتوجيه والخصوصية والوسطية .
تحولت التكوينات في العمارة الإسلامية ذات الدلالة الرمزية الروحية المباشرة إلى تكوينات غير مباشرة ؛ وذلك عبر الابتعاد كليا عن الأشكال التصويرية الإنسانية والحيوانية واستبدال أشكال مستوحاة من الهياكل النباتية بها، لكنها مجردة إلى أقصى حد ممكن.
نشأ عن العمارة الإسلامية باعتباراتها الوظيفية والروحية فراغات داخلية لم يكن متعارف عليها من قبل مثل الأفنية والملاقف والمشربيات وغيرها من العناصر المعمارية والتي كان لها الأثر في تحقيق المتطلبات الاجتماعية .