الخلاصة:
أن خلق الكون والطبيعة يحمل في طيات آياته قدرة و عظمة الإيداع الالهی العظيم ، و التي ترفع دائما أواصل الإيمان الفنان صاحب التصوف الفكري و التابع من تأمله في محيط الكون اللانهائي ، والذي يظهر للعالم والتاريخ الإبداع الجمالی الطبيعي من خلال ابداعات الفكر البشري ، قال الله عز وجل ( سنريهم آياتنا في الافاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك انه على كل شیء شهيد ) صدق الله العظيم . .
حقا أن الفن لغة العصور والاقناء ؛ لأننا لانعزف العصر الفرعونى والعقيدة الفرعونية الا من خلال ابداع الفنان الفرعوني المفكر والمتأمل في ربوع الطبيعة من حوله ، والذي كان يرتبط بعقيدة البعث والخلود ، ان كل انسان يحمل في طيات نفسه العميقة الإبداع والابتكار الفلى محاولا اثبات الذات امام جمال وابداع الطبيعة التي خلقها الله ، وكانت تلك المحاولات المضنيه التي طالما بذلها البشر في تحدي للطبيعة و الزمان عبسا لاطائل منه ، فان الموت الجرف على كل شيء ، بينما بقيت تلك الأيداعات شاهدة على عظمة وخلود الخالق العظيم وليس ابداع الانسان ، لذلك وتذكرنا الطبيعة في كل صفحة من صفحات التاريخ بان الموت حق ومصير
كل حي
ان الانسان يعيش في هذة الدنيا متأرجح بين أسر المادة ونسبية الكون ، وانما المغزى الأكبر في وجودنا البشري هي تلك القدرة الإبداعية والابتكاريه الكامله في أواصل النفس البشرية ، التي تؤكد لنا أن الله هو الحق الأعظم في هذا الكون ، فتلك لزعه من نزعات التنمية الروحية والايمانية بين المبدع والخالق الأعظم
لذلك نجد أن الابداعات والابتكارات والاختراعات تكون مستلهمه من لب الطبيعة التي خلقها الله عز وجل ؛ لأن الإنسان مهما وصل إلى تطور علمی
أو تكنولوجي في أي عصر من العصور فانه لايزن أبدا أمام الإيداع الالهی جناح بعوضه ، أن الخالق والمصور هو القادر على خلق الجديد وما لاياتى على بال البشر
ولا عجب من أن الفنان يستعير من العالم الطبيعي عناصر جزئيه يركبها او حقائق برمتها يعيد تكوينها ، ولكنه في كلتا الحالتين لابد من أن يقدم عملا فيا يصرفنا حين نراه عن العالم الموضعي والعالم الذاتي ؛ فليس الفنان منتج للرئی الطبيعه او قادر على خلق الجديد ، وانما هو مبدع ينبع سر الإبداع الألهي ، حيث يبوح بفنه بما ضمن قدرة الخالق العظيم ؛ ويكشف لنا عما في الوجود من معان خفيه و علاقات ضمنية بين كل العناصر المكونة للطبيعه وقيم مستترة أودعها الله في صدر مخلوقاته ، أن استلهام الانسان من الطبيعة ليس فقط من الإبداعات الجماليه الخلابه ، بل يتعدي الأستلهام الى الاقتباس من الخصائص العلمية للطبيعة بعد اكتشافها ودراستها ، بترويض المادة وتوظيف النظريات الميتافيزيقية لخدمة الإنسان ، لذلك الابتكار في هذا العصر لا يعتمد على القدرات الإبداعية للمصمم وكفى ، بل لابد من أن يكون المصمم عالما في المقام الأول بتكنولوجيا العصر
هذا الحوار به الكثير من الغموض ، أما لمن ينظر إلى الأفق البعيد ببعد البصيرة فقد أدرك مغزى العلاقه بين الطبيعه والتصميم ؛ وأن البديع في هذا الكون هو الله وهو القادر على خلق الجديد ، واننا وما زلنا مع هذا التطور العلمي والتكنولوجي الهائل لستقراء ونستليط فقط لما تكشف لنا الطبيعة ، ومن خلال عرض رزي فلسفية متلو عة تؤكد أن الطبيعة ليست مصدر الإلهام الجمال فقط ، بل الخصائص العلمية للمخلوقات في الطبيعة مصدر الهام لتطور التكنولوجيا الحديثة في شتى المجالات ، و عزرا اذا كانت بعض الاتجاهات الفلسفية او مضمونها يختلف عن الواقع النظري الحالي كثيرا ، فقد استقر في وجدانی قاعات فكرية ورؤى نقديه بناء
على أطلاع ودراسه وصياعه لطك الاراء ، موضحا ذلك بالتبريرات للجد الفرق بين الطبيعة وتصميم الإنسان .